في هذه الصفحة يتم عرض جميع الإستفسارات و الأسئلة العلمية التي تصلنا أو قد تتبادر إلى أذهان بعضنا. فلا تتردد بمراسلتنا بأي سؤال علمي أو استفسار يدور في ذهنك. وإنك ستشعر بأنه بمجرد قرائتك لهذه الأسئلة والأجوبة سيتفتح ذهنك شيئاً فشيئا بإذن الله، وستعلم بأن هناك عقول متحجرة تحرم كل جديد وكل علم سخره الله، فلا تستطيع أن تفرق بين الإيجابيات و السلبيات. وستعلم أيضاً بأنه مهما بلغ الإنسان من علمه ومنصبه، فهناك من هو أعلم منه، كما قال تعالى في سورة يوسف آية 76 ( وفوق كل ذي علم عليم) ومهما بلغت الإنسانية من علوم فلا تساوي شيء من علم الله، والله تعالى يقول في سورة البقرة آية 282 (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم)، وستعلم أيضاً بأن كل إنسان ينكر ما أثبته العلم الحديث في مجال عقل الإنسان وقدراته وقوانينه وطاقاته، فهو يعتبر إنسان عالم بعلمه الذي في رأسه وجاهل بالعلم الحديث.
هناك مبدأ في علم الفيزياء يعرف باسم "مبدأ عدم التأكد"، أو "مبدأ الشك" لـلعالم الألماني (هايزنبرج) ، والذي يعلمنا باختصار أنه عندما تغير الطريقة التي تنظر بها إلى شيء ما، فإن هذا الشيء الذي تنظر إليه يتغير بالتبعية، وينطبق هذا المبدأ على حكمك على الشيء بما لديك من معلومات مخزنة في عقلك. وكذلك على حياتك الشخصية وحياتك العملية مثلما ينطبق على الجسيمات الإشعاعية دون الذرية.
وهذا المبدأ حالياً أصبح من أحد قوانين العقل الباطني للإنسان، وسماه علماء النفس بقانون الشك أو التوقع.
فمثلاً الألعاب السحرية (الخدع البصرية) التي يحكم بها بعض الناس بتحريمها ويتهم ممارسيها بالسحر. لأن ليس في عقلهم كيفية فعل هذه الخدعة البصرية!
فلو قام ممارس هذه اللعبة بتوضيح طريقة عمل الخدعة البصرية قبل أن يفعلها أمام الجمهور، بمعنى أنه أعطى معلومات جديدة لعقول الحاضرين، ثم فعل هذه الخدعة أمامهم لقالوا إنها خدعة بسيطة وليست سحر. فهنا قد تغير حكم الشخص على ذلك الشيء من معارض في البداية ثم بعد اقتناعه أصبح مؤيد. ولذلك عليك أن تدرك وتعلم بأن سبب اختلاف وجهات النظر في الحكم على الشيء هو أن لكل شيء جديد على عقل الإنسان من تقنية حديثة أو معلومة أو علم حديث، هناك أسس وقواعد له لكيفية استخدامه أو الاستفادة منه. ولكن الكثير من الناس يجهلون هذه الأسس والقواعد فيختلف الحكم لهم على الشيء بناءً على المعلومات المخزنة في عقولهم.
فأول سيارة مثلاً حينما دخلت إلى أرض المملكة العربية السعودية كهدية إلى الملك عبدالعزيز رحمه الله، قالوا عنها (هذا سحر... كيف يمكن للحديد أن يتحرك؟). فهل السيارة سحر؟!، كذلك كل بلد عربي كانت تدخل له أول سيارة كان كل من يرى السيارة يقول بأنها سحر. لأنه لم يعقل كيف يمكن للحديد أن يسر و يتحرك. وقس على ذلك جميع أمور التقنية و العلوم الأخرى.
فكلما كان الإنسان مثقف في عدة أمور وعلوم ومتفتح في عقله، غير منطوي ومنعزل عن العالم فقط للعبادة، كان حكمه على الشيء يعارض حكم من هم أقل منه ثقافة وعلما. والله تعالى يقول في سورة الإسراء آية 85 ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا). وفي صحيح مسلم (ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة).
فاختلاف وجهات النظر في الحكم على الشيء في الأساس يكون على اختلاف القدرات العقلية ومدى ثقافتها العلمية والدينية، وليس الدينية فقط.
هذا والله تعالى أعلم.
أقول ما قاله الله تعالى في سورة الأعراف آية 199 (وأعرض عن الجاهلين). وما قاله الله تعالى في سورة البقرة آية 111( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين).
ففي النقاش لمثل هذه الأمور يقاس الأمر بالعقل ومدى ثقافة الشخص العلمية والدينية ومؤهلاته، وليس بمدى الشهادات التي يحملها.
فالبعض ينظر للشيء أو يحكم عليه من منظور سلبي فقط، أو بناءً على نوع شخصيته العقلية ( السمعي، البصري، الحدسي، العقلي) أو بناءً على أنه يحمل شهادة دكتوراه في كذا وكذا وليست دكتوراه في العلم الذي يحاربه.
فليس من سمع عن علم، كمن سمع وقراْ عنه، كمن سمع وقرأ وشاهد، كم سمع وقرأ و شاهد وجرب بنفسه.
فعلى الإنسان المسلم العاقل أن يطلب العلم مهما كان مصدره، سواء كان من المجتمع الغربي أو العربي، و أن يأخذ إيجابيات كل علم، ويعمل به بما يتوافق مع الدين الإسلامي، لينتفع به وينفع الآخرين. ويترك الأقوال و الأمور و المعتقدات الشركية التي في الديانات الغربية. لأن أي علم غربي إنما يقوم مدرسوه ببث ما في عقائدهم الشركية.
وليس العاقل هو من يضيع وقته وجهده في محاربة ما أثبته العلم الحديث في علم النفس أو نقد العلماء و الآخرين، لأن الدين الإسلامي أكمل الديانات، وقد حثا على طلب العلم و الزيادة فيه ( وقل ربي زدني علما) و حثنا على التفاؤل وحسن الظن بالله ، كما ورد في الحديث ( حسن الظن من حسن العبادة ) سنن أبي داود.
ولم يحثنا على نقد ما يثبته العلم أو نقد العلماء. ومحاربة العلوم الحديثة التي هي ليست أصلا من اختصاصهم. وكما قيل إرضاء الناس كلهم غاية لا تدرك.
وباختصار فإني على استعداد وأرحب بأي جدال أو اعتراض حتى وإن كان في مؤتمر عام. فلدي ولله الحمد من الأدلة والبراهين من الكتاب والسنة و سير الأنبياء والصالحين ما يؤيد هذه العلوم كالتحليل للأثر والرؤية عن بعد والشخصيات العقلية وغيرها.
والله الموفق.
أعداء النجاح هم أناس يعرفون عنك الكثير. قد يكونوا قريبين منك جداً، كأحد من أفراد عائلتك أو أخوتك أو جيرانك أو من أعز أصدقائك أو عملائك. وقد يكونوا في الدراسة معك أو في العمل أو في المنصب أو في مجال المنافسة.
إنهم أناس يبتسمون حينما يقابلونك ويفرشون لك الورد في الطريق و يخفون عداوتهم بإسماعك أحلى الكلام. وهؤلاء شبههم الله في سورة البقرة آية 204 بقوله تعالى ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه و هو ألد الخصام).
شعارهم دائماً (إن لم أكن أنا في المقدمة فلن تكون أنت).
قلوبهم مريضة وممتلئة بالحقد والحسد والغيرة، وفي النهاية يصابون بالجلطة أو الانهيار أو المرض النفسي حينما ترتد عليهم الطاقة السلبية بسبب كثرة التفكير في الانتقام.
ولهذا أجمل شيء في حياتك أن تفعله تجاههم هو أن تكون متسامحاً لهم.
سامح لكل من أخطأ في حقك، واعف عمن ظلمك واعطي من حرمك حتى تريح قلبك من هم العداوات فتعيش بسعادة وسلام بإذن الله.
فمن زرع حصد. فازرع الخير والتسامح والمحبة في الله لتحصد الخير و التسامح والمحبة في قلوب البشر. ولتكن متفائلاً مهما كانت قدرات أعداء نجاحك و إمكانياتهم و وساطاتهم. فأنت الرابح في النهاية بإذن الله.
يمكن تشبيه ذلك بمثل بسيط. خذ مثلاً مدرس مادة الكيمياء، والإعرابي العابد المنعزل عن العالم داخل بيته أو خيمته في الصحراء. فحينما يأتي مدرس مادة الكيمياء إلى الأعرابي ليريه ماذا تعني مادة الكيمياء. فإن قام بعمل تجربة تفاعل كيميائي أمامه، ووضع محلول لمادة حمضية على محلول قاعدي أو مادة على أخرى وحصل بينهما تفاعل كيميائي من تغير في اللون للمحلول، أو دخان، أو انفجار!! فهل ستعتقد بأن الأعرابي سيبتسم لمدرس الكيمياء؟ أم سيتهمه بالسحر!
بالطبع سيتهمه بالسحر والشعوذة، وسيقول الإعرابي العابد العالم بالدين الإسلامي فقط والجاهل بالعلم الحديث ( إن هذا لسحر مبين) ، وما أنزل الله بهذا في كتابه الكريم ،و لا سمعنا بهذا في حديث سيد المرسلين وما فعل الصحابة ذلك.
فهل ما قام به مدرس الكيمياء يعتبر ضرباً من ضروب السحر والشعوذة؟ أم علم من العلوم التي سخرها الله في الكون وجهلها الكثير؟
بالطبع إنه علم الكيمياء. والله تعالى يقول في سورة الجاثية آية رقم 13 (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)، ولم يقل (لقوم يحفظون). فهناك فرق كبير الحكم على الشيء بين من يحفظ العلم فقط ويحكم على الشيء ، وبين من يعقل العلم ويحكم على الشيء. والله تعالى قال في سورة العنكبوت آية 43 (وما يعقلها إلا العالمون).
والسؤال هنا أطرحه للعاقل الذي يعقل العلم ولا يحفظ وينقل العلم بدون فهم:
- هل ما فعله مدرس الكيمياء يعتبر ضرباً من ضروب السحر والشعوذة؟ أم يسمى علمياً بالتفاعل الكيميائي؟
- هل ذكر الله تعالى كلمة (تفاعل كيميائي) بالنص في القرآن الكريم أو في أي حديث الشريف؟
- ماذا تقول في قوله تعالى ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير) المجادلة "11"
- لماذا قال الله تعالى (وقل رب زدني علما) ولم يقل (وقل ربي زدني عبادة)؟.
وهل المقصود بالعلم في الآية هو التزود فقط بعلوم القرآن. أم أن كلمة (علما) كلمة شاملة لكل علم؟.
- ماذا تقول في أحاديث طلب العلم الكثيرة ومنها على سبيل الحصر، الحديث التالي:
(من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. إن العلماء هم ورثة الأنبياء ،و إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) – سنن الترمذي (2682).
والكلام في ذلك يطول، ولكن هذا باختصار والله تعالى أعلم.
كثير من الناس يخلطون بين مفهوم علم الغيب في الشريعة الإسلامية وبين العلوم الحديثة الأخرى رغم إمتلاكهم شهادات دكتوراه في الشريعة الإسلامية أو الديانات المعاصرة. فيتهمون كل من يقوم بتحليل الخط أو التوقيع أو تحليل الشخصيات أو الألوان أو الرسومات أو تحليل الصور أو تحليل الطقس أو التوقعات أو تفسير المنامات بأنهم سحرة ودجالين، بحجة أن هذا من علم الباطن وهو من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى. ويدّعون بأن كل من يقوم بتحليل الخط و التوقيع والشخصيات بأنه يتعامل مع الجن و الشياطين. وإذا سألته هل درست هذا العلم أو فهمت أسسه وقواعده أو تستطيع أن تعرف ماهية هذا العلم أم أنك قرأت عنه فقط، فإنك ستجده يقول أعوذ بالله هذه أشياء ماوردت في الكتاب و السنة ومخالفة للعقيدة فكيف أتعلمها.
ذلك لأن عقله لا يقبل التجديد أو التغيير. وفاقد الشيء لا يعطيه. فهو نشأ عن قناعات خاطئة في عقله ثابته قيدها في عقله، ولا يقبل أن يغيرها.
وهنا أحب أن أقول لأمثال هؤلاء بأنه ليس كل ما خفي على الإنسان كان من علم الغيب. فعلم الغيب كما ثبت في الأحاديث الصحيحة محصور في خمسة أشياء فقط لا يعلمها إلا الله، كما قال صلى الله عليه وسلم ( مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله ، لا يعلم ما في غدٍ إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله) رواه البخاري.
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله ثم قراْ قوله تعالى (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير) رواه البخاري
فلا يعلم أحد متى تقوم الساعة إلا الله تعالى، ولا يعلم أحد متى ينزل الغيث وفي أي أرض ستنزل أول قطرة غيث إلا الله، ولا يعلم أحد ما في الأرحام من جهة تخلق الجنين أو عدم تخلقه ونموه وبقاءه في الرحم تمام مدته أو سقوطه قبلها حياً أو ميتاً إلا الله تعالى، ولا يعلم أحد الزمان والمكان بالتحديد لما سيحصل للإنسان من شؤون دينه ودنياه إلا الله تعالى.
وما عدى ذلك لا يعتبر من علوم الغيب أو الدجل أو الكهانة أو العرافة كما يدعيه البعض.
أما بالنسبة لتحديد نوع الجنين ذكر أم أنثى عن طريق الأجهزة الحديثة التي اخترعها عقل الإنسان، أو تحليل الشخصيات أو الخط وغيرها، فكلها من العلوم التي سخرها الله في الكون، وليست من علوم الغيب ولا يتم فيها استخدام الشياطين أو الجن كما يدعيه هؤلاء.
و هذه العلوم ليست من علوم الكهنة والدجالين. لأن الكاهن أو العراف يستعين بالجن والشياطين ولا يستخدم العقل والعلم. ولكن الإنسان عدو لما جهله.
فكثير من الناس لا يؤمنون إلا بالشيء المادي المحسوس ( كتحليل الدم والبول ) ونسوا الشيء الطاقي الغير محسوس وله تأثير (كتحليل الخط أو التوقيع أو تحليل المجال الطاقي للإنسان أو تفسير المنامات وغيرها). والله تعالى كما خلق العالم المادي خلق مقابل له العالم الطاقي. قال تعالى في سورة الذاريات آية 49 (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون). فالعالم المادي المرئي المحسوس يقابله العالم الطاقي الغير مرئي وغير محسوس. حسب قانون الزوجية المتقابلة في الخلق.
كذلك تفسير المنامات الذي حرمه البعض بحجة أنه من علوم الغيب هو ليس في الحقيقة ذلك، وإنما علم من العلوم التي خلقها الله تعالى وأنزلها على نبيه يوسف عليه السلام، ولكن بعض المفسرين أساؤا لاستخدام هذا العلم واستخدموه لأغراض ربحية بحته وللضحك على الناس وليس لوجه الله. والله تعالى يقول في سورة البقرة آية 282 (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم).
هذا باختصار ومن أراد المزيد فلا حرج في ذلك، وليتواصل معي. والله تعالى أعلم.
قانون الزوجية المتقابلة في الخلق يعتبر قانون كوني أو بالأصح سنة كونية من سنن الله في الخلق. والفرق بين القانون و النظرية هو أن القانون لا يقبل التغير بعكس النظريات العلمية.
وقانون الزوجية المتقابلة في الخلق ينص على أنه ما من شيء في الوجود، إلا وله نظير مقابل له في الوجود.
وقد اكتشفت هذا القانون بفضل من الله تعالى بعد عدة بحوث أثناء تأليفي لكتاب الفيروس الذي أحزنك (فيروس العقول) لكي أجيب على سؤال لماذا يتم استخدام لغة الصفر والواحد (اللغة الثنائية ) في جميع أوامر الحاسب الآلي؟
والحمد لله وجدت الإجابة بعد البحث و التمعن في تفسير عدة آيات وكانت في الآية 49 من سورة الذاريات، واستنتجت هذا القانون، لأن الرقم 1 يقابله ويناقض له الرقم 0 في جميع العمليات الحسابية.
على العموم، مفهوم الزوجية المتقابلة في الكون حتى في زوجية الفكرة ( فكرة سلبية أو إيجابية) وحتى في زوجية الأيونات و زوجية جميع المخلوقات التي في الكون من أسماء و صفات و أفعال ( سماء و أرض، نهار و ليل، شمس و قمر، ملائكة و شياطين، إنس و جن، ذكر و أنثى،مادة وطاقة، حب و كره، كرم وبخل، صحة و مرض، داء ودواء، سام و غير سام، بر و بحر، إيمان و كفر، حياة و موت، سعادة و شقاء، ذات و صورة ذات، شق أيمن و شق أيسر، نشاط وكسل ، تمكين و تعطيل، نصر و هزيمة، أمن معلومات و اختراق أمن، موجب و سالب، فعل و رد فعل، ثقة و عدم ثقة ، طائرة و باخرة، صاروخ وغواصة، مشرق و مغرب، علم و جهل، عاقل و غافل، حرام و حلال، جائز ومكروه ..الخ) كلها دليل على إثبات صفة الوحدانية لله تعالى الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له ولد، ولم يكن له مقابل في الكون أي أحد.
فالذي ينكر العلوم الحديثة أياً كانت ويدعي أنها علوم خرافية وما أنزل الله بها من سلطان وينكر كذلك الجهاز الطاقي الذي في الإنسان ويؤمن فقط بالجهاز المادي فهو إنسان لم يتأمل في قوله تعالى في سورة الذاريات 49 ( ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون). لأن أي شيء مادي في جسم الإنسان يقابله شيء طاقي أيضاً. وإلا أصبح الجسد المادي مخلوق أحادي، يستحق العبادة!؟؟ وهذا عين الجهل.
لأنه لا شيء أحادي في الكون من أسماء وصفات وأفعال وأجهزة ومخلوقات، إلا الله جل وعلا ( قل هو الله أحد).
وهذا يعني أن جميع ما اكتشفه العلم الحديث حتى هذه اللحظة ووصفوه بأنه شيء أحادي، سوف يوجد أو يكتشف له عاجلاً أو آجلاً شيئاً مقابلاً له و يناقضه في الأفعال و الصفات و الأسماء مهما كان. والله تعالى أعلم.
أقول بأن كل إنسان ينكر ما أثبته العلم الحديث في هذا العصر من إعجاز في النفس البشرية في مجال عقل الإنسان، وقوانينه و قدراته وطاقاته، يعتبر إنسان عالم بعلمه الذي درسه، وجـاهل بالعلم الحديث. و الله تعالى يقول في سورة الذاريات – آية 21( وفي أنفسكم أفلا تبصرون)، و يقول في سورة الحج- آية 46 ( فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).
فكل علم له أسس وقواعد خاصه به، ولكن الكثير من الناس يجهلون أسس وقواعد أي علم جديد فيعتبرونه من علم الغيب أو من علوم السحر أو الدجل. والله تعالى يقول في سورة الزمر آية رقم 9 ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).